الامام محمد بن علی الباقر (ع)
أبناؤه وبناته
أبناء الإمام
الباقر:
أما أبناء الإمام الباقر فكانوا من حسنات الأسرة النبوية، ومن
مفاخر أبناء المسلمين في هديهم وصلاحهم وابتعادهم عن مآثم هذه
الحياة، قد رباهم الإمام بمكارم أخلاقه، وغرس في نفوسهم نزعاته
الكريمة، ومثله العليا فكانوا امتداداً مشرقاً لذاته العظيمة التي
طبق شذاها العالم..
أما ذريته الطاهرة من الذكور فهم:
1- إبراهيم:
ابن الإمام الباقر (عليه السلام) وأمه أم حكيم بنت أسيد بن المغيرة
بن الأخنس الثقفي(1).
2- الإمام جعفر:
هو سيد ولد أبيه، ووصيه، والإمام القائم من بعد وكان من مفاخر هذه
الدنيا، وفي طليعة عباقرة العالم، وذلك بما حققه على الصعيد الفكري
والعلمي من التطور الهائل في الميادين العلمية والتي كان منها
الإبداع في علم الكيمياء الذي ألقى بحوثه على جابر بن حيان مفخرة
الشرق العربي، ويعتبر هذا العلم الأداة الخلاقة للتقدم التكنولوجي
في العالم، ولا تزال الكثير من النظريات التي أدلى بها الإمام في
هذا الفن لم تكتشفها العلوم الحديثة وما توصل لمعرفتها
الاختصاصيون(2).
أما البحوث الفلسفية والكلامية فيعتبر الإمام الصادق من الرواد
الأوائل فيها وقد تخرج على يده فيها هشام بن الحكم الذي يعتبر
الأنموذج الرائع في هذه البحوث.
أما الفقه الإسلامي فإنه المؤسس له والواضع لقواعده وأصوله بعد
آبائه الطاهرين، وقد عنى بهذا العلم عناية بالغة، فوجه جل اهتمامه
نحوه وقد حفلت الموسوعات الفقهية بما أثر عنه بحيث يعد معظم أبواب
الفقه وفروعه قد روي عنه.
وإذا نظرنا إلى سائر العلوم الإسلامية الأخرى كعلم الحديث والتفسير
والأخلاق وغيرها فنجد أكثرها قد أخذ عنه.. ولا يعرف التاريخ
الإنساني من هو أعظم منه علماً وفضلاً عدا آبائه (عليهم السلام)
أما الحديث عن نواحي شخصيته مفصلاً فإنه يستدعي موسوعة كبيرة.
3- عبد الله:
ابن الإمام الباقر (عليه السلام) وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد
بن أبي بكر(3) قام بتربيته أبوه وعنى بتهذيبه فكان من أفاضل
العلويين، وأنبههم، وقد توفي شهيداً سقاه السم رجس من أرجاس بني
أمية، يقول المؤرخون إنه دخل عليه، فأوجس منه عبد الله خيفة فقال
له: (لا تقتلني أكن لله عليك عيناً، وأكن لك على الله عوناً)(4).
فلم يعن به الأموي وأجبره على تناول السم، فلما سقي تقطعت أمعاؤه،
ولم يلبث إلا قليلاً حتى فارق الحياة(5)، لقد مضى إلى الله شهيداً
شأنه شأن آبائه الذين أجهزت عليهم القوى الشريرة والنفوس الآثمة
الحاقدة على ذوي الأحساب الأصيلة التي رفعت منار الكرامة
الإنسانية.
علي:
ابن الإمام الباقر (عليه السلام) عاش في كنف أبيه، وتربى على هديه،
وسلوكه فنشأ مثالاً للفضل والكمال، لقلب بالطاهر لطهارة نفسه وعظيم
شأنه توفي بالقرب من بغداد في قرية من أعمال الخالص، أدلى بذلك محب
الدين ابن النجار في تاريخه قال: (مشهد الطاهر يقع في قرية من
أعمال الخالص قريبة من بغداد يظهر فيها قبر قديم عليه صخرة فيها
مكتوب:
(بسم الله الرحمن الرحيم هذا ضريح الطاهر علي بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)) وقد انقطع باقي الصخرة
فبنى عليه قبة من لبن، ثم عمره بعد ذلك شيخ من الكتاب يقال له علي
بن نعيم كان يتولى كتابة ديوان الخالص، فزوقه وزخرفه، وعلق فيه
قناديل من الصفر، وبنى حوله رحبة واسعة، وصار من المشاهد التي
تزار)(6).
ونقل عن صاحب رياض العلماء أن قبره في (كاشان) وعليه قبة رفيعة
عظيمة وله كرامات ظاهرة(7).
5- عبد الله:
وأمه أم حكيم بنت أسيد بن المغيرة الثقفية(8) توفي في حياة أبيه(9)
ولم نعثر له على ترجمة وافية في المصادر التي بأيدينا.
السيدات من بناته:
أما السيدات من بناته فهن: السيدة زينب، وأمها أم ولد، والسيدة أم
سلمة(10) وأمها أم ولد، وهي أم إسماعيل بن الأرقط وقد مرض ولدها
إسماعيل فهرعت إلى الإمام الصادق فزعة، فأمرها أن تصعد فوق البيت،
وتصلي ركعتين، وتدعو الله بهذا الدعاء:
(اللهم إنك وهبته لي، ولم يك شيئاً، اللهم إني استوهبكه
فاعرنيه..)(11).
ففعلت ذلك فعافاه الله.
وبهذا ينتهي بنا الحديث عن السادة الأبرار من أبناء الإمام (عليه
السلام).
الهوامش:
(1) مرآة الزمان في تواريخ الأعيان 5/78، طبقات ابن سعد 5/320.
(2) أعلن ذلك الدكتور محمد يحيى الهاشمي في كتابه الإمام الصادق
ملهم الكيمياء.
(3) الإرشاد (ص203).
(4)المراد بقوله: (أكن لك على الله عونا) أي أكن لك شفيعاً عند
الله.
(5) غاية الاختصار (ص64) سفينة البحار 1/309.
(6) غاية الاختصار (ص63).
(7) سفينة البحار 1/309.
(8) الإرشاد (ص303) النفحة العنبرية للسيد كاظم يماني من مخطوطات
مكتبة الإمام كاشف الغطاء العامة، ولم يذكر عبد الله في جمهرة
أنساب العرب، ولا في عمدة الطالب ولا في مرآة الزمان فقد خلقت هذه
المصادر من ذكره.
(9) الصراط السوي (ص194).
(10) مرآة الزمان في تواريخ العيان 5/78، طبقات ابن سعد 5/230، وفي
النفحة العنبرية بناته: زينب الكبرى وزينب الصغرى، وأم كلثوم.
(11) سفينة البحار 1/309.
|