الامام علی بن الحسین السجاد (ع)
أمّه
نحن بين يدي سيدة
كريمة من سيدات نساء المسلمين عفة وشرفاً وطهارة، وهي السيدة
الجليلة (شاه زنان) سليلة الملوك، وأم الإمام زين العابدين (عليه
السلام)، وتحتل هذه السيدة الجليلة المكانة المرموقة في عالم
المرأة المسلمة، فقد كانت من سيدات نساء عصرها بل وفي الطليعة من
سيدات نساء المسلمين، وقد تحلت بأوسمة شريفة كان من بينها:
أ - نسبها الوضاح فهي حفيدة كسرى الملك العادل، ومفخرة ملوك الشرق
الذي يقول فيه النبي (صلى الله عليه وآله) - باعتزاز - ولدت في زمن
الملك العادل كسرى.
ب - إنها زوجة أبي الأحرار وسيد الشهداء الإمام الحسين (عليه
السلام).
ج - إنها أم الإمام زين العابدين وسيد الساجدين (عليه السلام)
د - إنها جدة الأئمة الطاهرين من نسل الإمام زين العابدين (عليه
السلام).
هـ - إنها الرابطة المقدسة بين العرب والفرس.
وقد أكسبتها هذه الجهات شرفاً إلى شرفها، ومجداً إلى مجدها.
صفاتها النفسية:
أما صفاتها النفسية فكان البارز منها العفة، والطهارة، والكمال،
وسمو الآداب وحدة الذكاء، ونظراً لما توفرت فيها من النزعات
الخيرة، والصفات الشريفة، فقد بادر الإمام أمير المؤمنين (عليه
السلام) إلى زواجها من ولده الإمام الحسين (عليه السلام)، كما عهد
إليه بالإحسان إليها، والبر بها... ونعرض - بإيجاز - إلى بعض
شؤونها حسبما نصت عليه المصادر التي في أيدينا.
الروايات في زمن اقترانها:
وتضاربت الروايات في الزمن الذي تم فيه اقترانها بالإمام الحسين
(عليه السلام)، وفيما يلي تلك الروايات:
(أ) في عهد عمر:
روى الكليني بسنده عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال:
لما أقدمت بنت يزدجر على عمر أشرف لها عذارى المدينة، وأشرق المسجد
بضوئها، فلما نظر إليها عمر غطت وجهها وقالت: (اف بيروج بادا
هرمز). ومعنى ذلك في اللغة العربية: اسود يوم هرمز إذا صارت بناته
سبايا، فقال عمر: أتشتمني هذه؟ وهمّ بها، فقال له أمير المؤمنين:
ليس لك ذلك خيرها رجلاً من المسلمين، واحسبها بفيئه فخيرها، فجاءت
حتى وضعت يدها على رأس الحسين(1) ويقرب من هذه الرواية ما ذكره بعض
المؤرخين من أن ليزدجر ابنتين وقعتا في الأسر في عهد عمر فأخذهما
الإمام أمير المؤمنين فدفع واحدة منهما إلى الإمام الحسين
فولدت له زين العابدين، ودفع الأخرى إلى محمد بن أبي بكر فولدت له
القاسم(2) وذكر ابن خلكان مثل ذلك إلا أنه زاد عليه أنهن كن ثلاثاً
فدفع الثالثة إلى عبد الله بن عمر(3).
(ب) في عهد عثمان:
روى الصدوق أن عبد الله بن عامر لما فتح خراسان أيام عثمان أصاب
ابنتي يزدجر فبعث بهما إلى عثمان فوهب إحداهما إلى الحسن، والأخرى
للحسين، وأنهما توفيتا في حال نفاسيهما(4).
(ج) في خلافة أمير المؤمنين:
روى جمع من المؤرخين والرواة أن الإمام أمير المؤمنين (عليه
السلام) لما ولي الخلافة أرسل حريث بن جابر والياً على جانب من
المشرق فبعث إليه بابنتي يزدجر بن شهريار فنحل شاه زنان إلى ولده
الإمام الحسين (عليه السلام) فولدت له الإمام زين العابدين (عليه
السلام)، ونحل الأخرى إلى محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم، الفقيه
المشهور.
هذه هي الروايات التي ذكرت في زمن زواجها بالإمام سيد الشهداء
(عليه السلام) ومن الجدير بالذكر أن الروايتين الأخيرتين لم تصرحا
بسبي السيدة شاة زنان مع شقيقتها، وإنما صرحتا بإرسالهما إلى
الخليفة، نعم الرواية الأولى صريحة بسبيهما.
التحقيق في الروايات:
ولابد لنا من وقفة قصيرة للنظر في هذه الروايات المتضاربة، والذي
نراه بمزيد من التأمل أن الرواية الأولى بعيدة عن الصحة، وذلك
لمايلي:
أولاً: إن يزدجر كان حياً طيلة خلافة عمر وتوفي بعد وفاته، وقد قتل
في مرو سنة (30 هـ) وذلك في السنة السادسة من خلافة عثمان وأكبر
الظن أن شاه زنان مع شقيقتها قد اختفتا بعد مقتل أبيهما حتى خلافة
الإمام أمير المؤمنين فلما ولى حريث بن جابر على تلك المنطقة ظفر
بهما، وبعث بهما إلى الإمام (عليه السلام).
ثانياً: - أن مما يؤكد عدم صحة الرواية الأولى هو ما رواه أبو
حنيفة أنه لما جيء بابنة يزجرد إلى الإمام أمير المؤمنين، قال
(عليه السلام) لها:
(اختاري من شئت من المسلمين...)
فأجابته عن وعي وسمو قصد:
(إني أريد رأساً لا رأس عليه...)
ودل ذلك على مدى وعي هذه الأميرة، ورد عليها الإمام بلطف قائلاً:
(إن علياً شيخ كبير...).
ومعنى ذلك أن الإمام (عليه السلام) لا رغبة له في النساء لأنه شيخ
كبير يضاف إلى ذلك انشغاله بالشؤون العامة التي أحاطت به.
أصرت الأميرة على ما ذهبت إليه قائلة:
(قد كلمتك بالجملة...)
وانبرى بعض الدهاقين من الفرس فطلب من الإمام أن يزوجها منه، فرده
الإمام قائلاً:
(ذاك إليها إن شاءت رفضت، وإن شاءت قبلت...)
إنه ليس للإمام عليها سلطان في أمر زواجها، وإنما ذلك يتبع إلى
رغباتها النفسية، وليس لأحد أن يجبرها على ما يريد، وامتنعت السيدة
من إجابته(5) ومن المظنون قوياً أنها السيدة (شاه زنان) وأن زمان
زواجها قد تم في عهد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام).
ثالثاً: أن الرواية الثالثة أشهر من الروايتين المتقدمتين، والشهرة
من مرجحات الرواية حسبما يرى ذلك أكثر الفقهاء، وقد ذهب المحقق
السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم إليها.
أقوال شاذة:
ذكر بعض المؤرخين أقوالاً شاذة فيما يتعلق بنسب السيدة (شاه زنان)
وهي:
(أ) إنها من بلاد السند(6).
(ب) أنها من سبي كابل(7).
وهذان القولان قد خالفا ما أجمع عليه الرواة والمؤرخون من أنها
ابنة يزدجر ملك الفرس، وقد شاع ذلك حتى في عصر الإمام، وعرفه الناس
جميعاً، وفي ذلك يقول أبو الأسود الدؤلي المعاصر للإمام:
وأن وليداً بين كسرى وهاشم***لأكرم من نيطت عليه التمائم
هو النور نور الله موضع سره***ومنبع ينبوع الإمامة عالم(8)
وقد أدلى الإمام زين العابدين (عليه السلام) بذلك بقوله: (أنا ابن
الخيرتين) وقد أشار (عليه السلام) بذلك إلى الحديث النبوي المستفيض
(لله تعالى من عباده خيرتان: فخيرته من العرب قريش، ومن العجم
فارس...)(9) وقال بعض المؤرخين: أن علي بن الحسين جمع بين النبوة
والملك من ناحية أجداده.
اسمها الشريف:
وعرفت السيدة أم الإمام (عليه السلام) بشاه زنان، وهذا ليس اسماً
لها، وإنما هو لقب لها، ومعناه في اللغة العربية ملكة النساء أو
سيدة النساء(10) ، أما اسمها الشريف فقد اختلف فيه المؤرخون، وفيما
يلي بعض أقوالهم:
1- سلامة(11).
2- سلافة(12).
3- غزالة(13).
4- سلمة(14).
5- سادرة(15).
6- شهربانويه(16).
هذه بعض الأقوال التي ذكرت في اسمها أما التحقيق في أن أي واحد
منها هو الصحيح فلن يعنينا ذلك إذ ليس فيه فائدة تعود إلى القراء.
الرابطة المقدسة:
لقد كانت السيدة شاه زنان الرابطة المقدسة بين العرب والفرس، فقد
تفرع منها زين العابدين الذي هو ابن الخيرتين، وأبو الذرية الطاهرة
التي أمدت العالم العربي والإسلامي بجميع عوامل الوعي، والشرف
والنهوض، يقول السيد عبد العزيز سيد الأهل: (وزين العابدين رباط
قوي بيننا نحن العرب، وبين فارس، ثم هو رباط قوي ما بين الناس
جميعا، وكأنه أحد الأسباب القوية التي ساقها القدير اللطيف ليمحو
الفرقة ويعز الألفة، ويقرب بين الناس)(17) لقد كانت هذه الرابطة من
أقوى الروابط وأكثرها عائدة على العرب والفرس فقد أشاعت بينهما
المحبة والمودة والألفة.
نعرة جاهلية:
وهدم الإسلام جميع الحواجز الجاهلية التي تفرق المسلمين، وتشل
وحدتهم، والتي منها امتناع العربي من الزواج بغير العربية، وذلك
حفظاً على الدم العربي، وعلى الأنساب العربية، ومن المحقق أن هذه
الظاهرة مما توجب تفكك المسلمين، وتصدع شملهم، فإن الإسلام بكل
اعتزاز وفخر - قد طرح هذه الأنانيات الفارغة، والعناوين الجوفاء،
ونادى بشرف النفس، وجمال الروح، فقال عز من قائل: إن أكرمكم عند
الله أتقاكم. لقد بين الإسلام بصورة إيجابية المساواة العادلة بين
المسلمين، فحطم الفوارق الطبقية، وسائر العنصريات، فقد زوج رسول
الله (صلى الله عليه وآله)، قريبته زينب بنت جحش، وهي من سيدات بني
هاشم من مولاه زيد بن حارثة، وقد أراد (صلى الله عليه وآله) بذلك
أن تتخذ الجماعة المسلمة درساً منه، وتسير على ضوء هذا الطريق
الواضح المستقيم وقد سار أئمة أهل البيت عليهم السلام على ضوء هذا
المنهج الرسالي فحاربوا العنصرية، وقاوموا الامتيازات الجاهلية
فتزوجوا بالإماء بعد عتقهن، أو قبل عتقهن بالملك، وكان لذلك
المؤرخون أنه عندما تزوج الإمام الحسين (عليه السلام) بالسيدة شاه
زنان، وأنجبت منه علم الهدى الإمام زين العابدين (عليه السلام)،
ورأى العرب كماله وسمو ذاته هرعت قريش على اتخاذ أمهات الأولاد(18)
ومن الطريف ما روى المبرد عن رجل من قريش كانت أمه أمة، قال: كنت
أجالس سعيد بن المسيب فقال لي يوماً:
(من أخوالك؟...).
(أمي فتاة)(19).
ونقص الرجل في عين سعيد، وانحط شأنه إلا أن الرجل كان ذكياً،
وانتظر فترة حتى دخل عليه سالم بن عبد الله بن عمر، وهو من المع
شخصيات قريش وكانت أمه أمة، وتعاطى معه الحديث فلما خرج بادر الرجل
قائلاً:
(يا عم من هذا؟).
فثار سعيد، وصاح بالرجل قائلاً:
(يا سبحان الله!! أتجهل مثل هذا من قومك، هذا سالم بن عبد الله ابن
عمر بن الخطاب..).
وانبرى الرجل قائلاً:
من أمه؟
(فتاة)
وأقبل عليه القاسم بن محمد بن أبي بكر، وكانت أمه فتاة، ودار
بينهما حديث فلما انصرف من عنده سأله مثل السؤال الأول فأجابه سعيد
بمثل جوابه السالف، ثم دخل عليه الإمام زين العابدين وسيد الساجدين
فقابله سعيد باحتفاء وتكريم، فلما خرج من عنده، قال له الرجل:
(يا عم من هذا؟)
فرد عليه سعيد بتأثر قائلاً:
(هذا الذي لا يسع لكل مسلم أن يجهله، هذا علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب...)
(وسارع الرجل قائلاً:
(من أمه؟)
(فتاة...)
وانبرى الرجل قائلاً:
(يا عم رأيتني نقصت في عينك حين قلت لك: أمي فتاة فمالي أسوة
بهؤلاء؟)
والتفت سعيد على خطئه، وراح يكبر الرجل، ويعتني به(20).
إن هذه الظاهرة المنحطة التي كانت سائدة في ذلك العصر إنما هي من
مخلفات العصر الجاهلي المتخلف فكرياُ واجتماعياً، فأي نقص على
الرجل في أن تكون أمه رومية أو فارسية أو غيرهما يقول الشاعر:
لا تشمتن امرأً في أن تكون له***أم من الروم أو سوداء عجماء
فإنما أمهات القوم أوعيــــــــة *** مستودعات وللأحساب آبـــاء
إن الذي يرفع من شأن الإنسان إنما أعماله الحسنة، وخدماته لأمته
وبلاده، وسمو ذاته، وإن كانت أمه سوداء عجماء، وإذا كانت أعماله
سيئة، وذاته منحطة فإنه وضيع، وإن كان سيداً قرشياً، وقد قرر ذلك
وأكده الإسلام العظيم الذي لا يعنى إلا بالأعمال فهي المقياس عنده
في الرفع والخفض.
احتفاء الإمام علي بها:
واحتفى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بالسيدة شاه زنان، وذلك
لعلمه بإيمانها و وفور عقلها، وقد أثرت عنه مجموعة من الأخبار التي
تشيد بفضلها، كان منها ما يلي:
(أ) أنه أوصى ولده الإمام الحسين بالبر بها والإحسان إليها قائلاً:
وأحسن إلى شهربانويه، فإنها مرضية ستلد لك خير أهل الأرض بعدك(21).
(ب) أنه أخبر أهله بأنها ستكون الأم الطاهرة للأئمة الطاهرين قال
(عليه السلام): (وهي أم الأوصياء، الذرية الطاهرة)(22).
لقد تفرع من هذه السيدة الكريمة الأئمة الطاهرون الذين أذهب الله
عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
لقد اعتنى الإمام أمير المؤمنين بالسيدة شاه زنان، فقد وجد عندها
طاقات من الفضل والكمال، والأدب، وقد سألها عليه السلام فقال لها:
(ما حفظت من أبيك بعد وقعة الفيل؟...).
فأجابته بهذه الكلمة الذهبية التي تنم عن سعة فكر أبيها وخبرته
بشؤون الحياة:
(إنه كان يقول: إذا غلب الله على أمر ذلت المطامع دونه، وإذا انقضت
المدة كان الحتف في الحيلة...).
وبهر الإمام من هذه الكلمة الحكيمة التي حكت واقع الحياة فراح يبدي
إعجابه بها قائلا ً: (ما أحسن ما قال أبوك! تذلّ الأمور للمقادير
حتى يكون الحتف في التدبير...)(23).
إن كل شيء في هذا الوجود خاضع لمشيئة الله وإرادته، وإن الله تعالى
هو القاهر والغالب وأن الإنسان مهما أعتمد على الوسائل الوثيقة
والمحكمة التي يتخيل أنها تدرأ الأخطار عنه فإنها لا تجديه شيئاً
لأنها قد تنقلب عليه فيكون بها حتفه ونهايته.
عناية الحسين بها:
وأحاط الإمام الحسين عليه السلام زوجته السيدة شاه زنان بهالة من
العناية والتكريم، وقدمها على بقية نسائه، وقد وجدت هذه السيدة في
كنف الإمام وتحت ظلاله من الاحتفاء والتكريم ما أنساها ما كانت فيه
من الترف والنعيم أيام ملك أبيها، وقد غذاها الإمام بتعاليم
الإسلام، وروحانيته، حتى زهدت بما كانت فيه من الملك والسلطان،
يقول السيد عبد العزيز سيد الأهل:
(وعلمها الحسين (عليه السلام) من تعاليم الإسلام ما أنساها قصور
المدائن ومروج كابل...)(24).
إشادة المؤرخين بها:
وأشاد بعض المؤرخين بهذه السيدة الكريمة، وفيما يلي ما قالوه:
(أ) المبرد
وأدلى المبرد في حق هذه السيدة الجليلة بقوله: (كانت شاه زنان من
خيرة النساء...)(25).
حقاً لقد كانت شاه زنان من سيدات النساء في عفتها، و وفور عقلها
وسمو آدابها.
(ب) ابن شد قم
قال ابن شدقم: (كانت شاه زنان ذات فضل كثير...)(26).
(ج) الكنجي.
قال الإمام الحافظ محمد بن يوسف الكنجي: (لقد جعل الله تبارك
وتعالى الأئمة المهديين من نسل الحسين من بنت كسرى دون سائر
زوجاته..)(27) ، لقد منح الله هذه السيدة الكريمة بألطافه وعنايته
فقد حباها بالفضل العظيم بأن جعلها أماً كريمة للإمام زين العابدين
وجدة طيبة زكية للأئمة الطاهرين الذين رفعوا كلمة الله عالية في
الأرض.
وفاة أمه:
وأول نكبة داهمته وهو في المرحلة الأولى من طفولته وفاة أمه، فقد
أصابتها بعد ولادتها حمى النفاس، وظلت ملازمة لها، وقد اجتهد
الإمام الحسين (عليه السلام) في أين يطفئ عنها وقدة الحمى وجذوتها
فلم يستطع، واشتد بها الحال، وفتك بها المرض فتكاً ذريعاً وذبلت
نضارتها، وعادت كأنها جثمان فارقته الحياة، وكانت تلقي نظرات
مشفوعة بالألم والحسرات على طفلها الرقيق الذي لم ينتهل من نمير
عطفها وحنانها.
واشتدت بها الحمى، وانتابتها آلام مبرحة، وبقيت أياماً تعاني من
شدة الأسقام حتى صعدت روحها إلى السماء كأسمى روح صعدت إلى
الله(28) وقد انطوت بموتها صفحة ناصعة من صفحات الفضيلة والعفة
والحياء، وكل ما تعتز به المرأة من أدب وكمال... وقد رزئت الأسرة
النبوية بوفاة هذه السيدة الجليلة التي كانت تمثل الشرف والفضيلة،
وقد جرى لها تشييع حاشد ضم الإمام الحسين وخيار المسلمين وجماهير
كثيرة من المسلمين، وقد وارى جثمانها الشريف في الكوفة وقد تألم
الإمام الحسين لفقد هذه السيدة التي عاشت بينهم أياماً كأيام
الزهور فلم يطل منها العهد.
لقد نكب الإمام زين العابدين (عليه السلام) بوالدته وهو في أول
مرحلة من مراحل طفولته، وكان ذلك إيذانا لتتاع المحن والخطوب عليه
التي لم تجر على أي إنسان سواه.
الهوامش:
1- أصول الكافي ج 1 ص 467 دلائل الإمامة ص 270.
2- شذرات الذهب ج 1 ص 104 نزهة المجالس ج 2 ص 192 زهرة المقول ص 6.
3- وفيات الأعيان ج 2 ص 429.
4- عيون الأخبار وفنون الآثار ص 143 روضة الواعظين ج1 ص 137 تحفة
الراغب ص 13 إعلام الورى ص 151 الإرشاد.
5- الأخبار الطوال.
6- مرآة الجنان ج 1 ص 190 النجوم الزاهرة ج 1 ص 229 المنمق في
أخبار قريش ص 437.
7- تأريخ اليعقوبي ج 3 ص 46.
8- بحار الأنوار ج 46 ص 166.
9- وفيات الأعيان ج 2 ص 429 الأئمة الاثنا عشر لابن طولون ص 75.
10- نور الأبصار للشبلنجي ص 126.
11- أصول الكافي ج 1 ص 466 تهذيب الكمال م 7 ق 2 مصور في مكتبة
السيد الحكيم سير أعلام النبلاء ج 4 ص 237 الطبقات لخليفة خياط ص
238 الأسامي والكنى للنيسابوري.
12- تاريخ الإسلام للذهبي ج 2 ص 46 مصور في مكتبة السيد الحكيم
الإمامة في الإسلام ص 116 أنساب الأشراف ص 102 دائرة المعارف
للبستاني ج 9 ص 355 نور الأبصار ص 136 الكامل ج 4ص 2464.
13- صفة الصفوة ج 2 ص 52 شذرات الذهب ج 1 ص 104 سر السلسلة العلوية
ص 31 نهاية الأرب ج 21 ص 324 خلاصة الذهب المسبوك ص 8.
14- الأئمة الأثني عشر ص 75.
15- الإتحاف بحب الأشراف ص 49.
16- روضة الواعظين ج 1 ص 237 عيون المعجزات مخطوط ص 31 غاية
الاختصار ص 155.
17- زين العابدين ص 7.
18- تأريخ دمشق.
19- الفتاة: مؤنث الفتى تجمع على فتيات وفتوات.
20- الكامل للمبرد ج 2 ص 462 نزهة الجليس ج 2 ص 23 الأئمة الاثنا
عشر ص 76.
21- عيون المعجزات مخطوط في مكتبة الإمام أمير المؤمنين إثبات
الهداة ج 5 ص 14.
22- بصائر الدرجات ص 96 إثبات الهداة ج 5 ص 214 ناسخ التواريخ ج 1
ص 13.
23- الإرشاد ص 160 البحار ج 46 ص 11- 12.
24- زين العابدين ص 16.
25- الكامل ج 2 ص 462.
26- زهرة المقول ص 16 كفاية الطالب ص 454.
27- إثبات الوصية للمسعودي ص 143 الإمام زين العابدين ص 18.
28- نفس المصدر السابق.
|